اشكي لك همي

December 21, 2011

مصر يا اميمش عايزاني اشكيلك همي

هكذا كان الهتاف وهكذا اكتب.لكي يا مصر. لأسباب كثيرة لم اعتد الكتابة بالعربية. كنت اكتب بالانجليزية و لكني بعد الثورة لم اجد الانجليزية تفي بما في قلبي. حاولت بس نفسي اتسدت فبطلت. بكتب بالعربي الان و اطلب منك يا مصر تعذري ضعف اللغة و تشتيت الافكار و تسمحيلي اشاركك همك. لإني انا كمان مهمومة و تأثرا بهتاف الامس اشكي لكي هميه

****

من كام يوم كنت افترش سرير ابي و امي مع اخواي حيث اعتدنا متابعة الاخبار و النقاشات. كنا نتابع احد البرامج و النفس مطفية لا يضيئها غير نار الغضب و الحسرة و الالم علي ما حدث من جيشك يا مصر العظيم. فجأة وجدت امي تلتفت الي و تقول وشك (پال )باهت اوي يا دينا. نظرت الي ظاهر نفسي وباطنها و صعقت عندما وجدتها تغلي من الغضب. من الحزن. من الكراهية. صعقت لاني في الطبيعي لا احمل هذا القدر من الكراهية فاني لا اخاف شيء بقدر ما اخافها. و وجدت خوفي يزيد عند تخيلي ما قد يشعر به الذين اصيبوا في الاحداث الاخيرة و ما قبلها من احداث. فكرت في فريدة و غادة و مدام خديجة. و في كل من ضرب و انتهكت كرامته بوحشية غيرمفهمومة. هل يشعرون بمثل هذه الكراهية او بوادئ الكراهية؟ مصيبة اذا كان الاجابة اه.. .ه

نمت و صحيت و صحيت و نمت و هذا الهاجس لا يفارقني. و ظللت احس احساس غريب. و كأيه مريضة مرض يلتهم روحي و نفسي.ه

****

يظن البعض من اصدقائي و اقاربي اني ثورية الطابع و ساعات حتي لقبوني بالثورجية. و لكني دائما كنت اتحرج من قبول هذا اللقب لاني لا استحقه. عشان انا ماتضربتش و لا مرة و لا حتي اتقبض عليا و لحد دلوقتي لم يشئ القدر اني اعتصم..ثورجية ايه بقى ونبي؟ و مع ذلك كنت من جواية بفخر اوي بالصفة لاني مع الثورة قلبا و قالبا و اتمنيت لو يوم استحقه بجد. المهم جه يوم في الصيف اللي فات، جمعة من الجمعات مش فاكرة انهي، كنت في الميدان في نقاش مع احد الثورجية الحقيقيين (اظن) . لا اعرف الشاب معرفة حميمة و لكني التقيته عدة مرات في اجتماعات ما بعد الثورة عن الانشطة التنموية. النقاش كان يدور حول مدي وجوب رحيل المجلس العسكري و مدي فاعلية الانشطة التوعوية (في مقابل الانشطة الثورية) في الوقت الحالي. كنت اري فحاشة اعمال المجلس و لكني لاسباب عديدة كنت ضد الهتاف ضده. في مرحلة ما وجدت الشاب يتهمني بلباقة اني انا مش من الثوار اصلا و ان الثوار لهم تعريف اكاديمي لا ينطبق علي امثالي. هجومه لم يكن لشخصي و لم يكن مبني فقط علي موقفي تجاه المجلس ساعتها و لكن ايضا لاني لم اكن علي طول في الميدان (دفاعا عن نفسي، كنت ايامها منهمكة اكثر في نشاطات التوعية سواء في المحافظات او عشوائيات القاهرة).ازاد من حرجي الشاب و وجدتني انظر لنفسي كالمتطفلة علي الثورة و ازدادت بوادئ العقدة باني ادنى من شرف الثورة. بكيت في نفسي و علي نفسي و واستشعرت نغزة غضب (لا ادري من منممزوج بحزن. حزن عميق.لولا حبي ليكي يا مصر و للثورة و حبي للثوار مع اني لا اعرفهم شخصيا لكنت اخذت علي خاطري من الشاب و من الموقف.اشعرني بالإستقصاء والاستعلاء و كأن الثورة لم تلمسني كما لمستهربنا يسامحه

****

ابكي الان و انا اتذكر و لا ادري ما جعلني اتذكر. و لكني اشكي. اشكي هميلكي يا مصر. امبارح في الطريق من مجلس القضاء الاعلي لنقابة الصحفيين استوقفني نقاش داير مع مؤيدي المجلس و معارضيه. حاولت ان اسمع قبل ان اتكلم و بدأت ادخل في النقاش بحذر فكان من الواضح ان الاغلبية مع بقاءالمجلس و الجو كان لحد ما مشحون. رأيت شابا يقف هو ايضا يستمع و تفائلت به خيرا عندما بدأ الاقتراب لقلب الحوار ليبدي هو الآخر رآيه. بدأ الحوار هادئا و في غاية الاحترام للطرف الاخر.ولكن بعد فترة ظننتها قصيرة من الوقت بدأ الشاب الانفعال. في وسط تصاعد حدة النقاش وقفت عابرة طريق، سيدة محترمة، بجواري. كان الشاب في ذروة الانفعال عندمااجاب عن سؤال قائلا “..البديل حكومة ثوريةفاستوقفته السيدة تسأل ماذا تقصد بحكومة ثوريةو لكنه لم يسمعها . رفعت صوتها و سألت مرة اخرى فسمعها الشاب و لكنه كان قد فاض به فقال و لا حاجة مقصدش حاجة انا غلطان و مابفهمش حاجةاو ما افاد بذلك مما ادى السيدة لتقول هي دي مشكلتكوا. الاستعلاء. انا بسأل سؤال افهم و انتوا بتستعلوا عليا“.مع اني كنت متفهمة سبب رد فعل الشاب الا انني حاولت ان احوار السيدة بداله. و لكنه بسبب اختناقه من الموقف و احساسه ان الجميع لا يريد النقاش الحقيقي بل نهش العظام و المعارضة للمعارضة كان يريد ان ينتزع نفسه و ينتزعني و البنتين اللتين كنت معهما من وسط هذا الحشد، فقال دينا من فضلك يلا. كان واضح انه منهك و مخنوق و انه دخل في هذه النقاشات مرارا و تكرارا الي ان فاض به فلم ارد ان ازيد عليه فذهبت. و لكني عاتبته لان هذه السيدة لم تكن طرف في الحوار الذي أدي الي انفعاله و لانها بدت كأنها حقا تريد ان تستفهم. انا نفسي مكنتش فاهمة هو يقصد ايه. و تعاطفت مع شعور السيدة بالاستعلاء لأني جربته قبل ذلك و كان مؤلم بالنسبه الي. اشك انه كان مؤلم لهذه السيدة لانها في الظاهر لم تبدو متعاطفة مع موقف الثوار و لكنها مع ذلك كانت تسعى الحوار. كل ما أدى اليه رد فعل الشاب هو انه رسخ عندها شعور ان الميدان يستعلى علي باقية الشعب لأنها قالت انتوا كداو لم تقل انت“. مشكلة التعميم، و الاستقطاب الناتج عنه، مشكلة يعاني منها الطرفان و يستغلها المجلس اسوأ استغلال.

 ****

يا مصر. لا اريد ان احلل موقف و استنتج منه مشاكل و حلول. لست مؤهلة و ليس في نفس ان احاول الان. اريد فقط ان اشكيلك همي . اشكي جيشك يا مصر. أرأيت كيف ضرب نساء مصر و عراهم و كيف قتل شيوخك و كيف تهوانت ذقونك و خذلت بناتك؟ أرأيت كيف كذب قاداته..قادات جيش مصر العظيم. كذبوا. غصب عني اجد نفسي اكرهم.اجد الكره يلتهم نفسي و يطفيا كل ما فيها.اجدني ابكي علي نفسي و علي الاُنتهكوا و علي المُنتهكين و عليكي يا مصر. اخشى تسرب الكراهية في نفوسناجميعافي ضوءحالة الشك و الاستقطاب التي نعيشها الان بفعل فاعل. احاول ان لا اعمم و ان اري الجيش كأفراد مع انه مؤسسة. بحاول ان لا احصر جميع الافراد في شخص المنتهكين منهم. اكيد في منهم عنده انسانية. اكيد مش كلهم زي الحيوانات اللي شفناهم في الڤيديوهات.ه.

اكيد..صح؟

****

حاسة ان بوادئ كُرهي ليهم شوهلي روحي.مش عايزة اكره الجيش بس غصب عني. هل هما كمان بيكرهونا؟اكيد اللي عملوا كدا بيكرهونا. ايه تاني يخلي في الغل دا كله ما بينهم و ما بين ناس مايعرفاهاش؟بس حتي لو كارهنا.ازاي عملوا كدا؟ و ازاي فيه ناس بتدافع عن اللي عملوه؟ الناس دي كمان بتكرهنا؟ هو الكره يعمل كدا؟ جايز شوهلهم هما كمان روحهم زي ما انا حاسه انه بيشوه روحي؟ هل انا ممكن في يوم يوصلني كرهي لدرجة اني افقد انسانيتي و اعمل حاجة عمري ما كنت اعملها؟هو ازاي الواحد يفقد انسانيته اصلا؟ ازاي جيشك يا مصر فقد انسانيته. اديني قولت جيشك تاني و عممت. طب و ايه الحل..ه

 ****

مصر يا اميانا خايفة. خايفة اخسر مصري عشان كرهته. خايفة اخسر نفسي و غيري يخسر نفسه و يبرر اللي عمره ما كان بيبرره. مصر يا امي.مخلصش الكلام بس النفس مكسورة.نفسي اللي انكسر يتصلح.نفسي روح التحريرالحلوة الطيبة اللي علمتنا ازاي نبقي مصريين بحق ترجع. نفسي ترجع..ه

يا رب احمي نفوسنا من مرض الكره و طهر نفوس عساكرنا منه.

One Response to “اشكي لك همي”

  1. salah said

    7lwa ya dandoun

Leave a comment